لقاء مع نورا - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

السبت، 8 مايو 2010

لقاء مع نورا



حوار الصديق بو دوارة 



نورا إبراهيم قاصة تكتب علي أطراف أحاسيسها ، ترتبك قبل أن تكتب وتتهيب قبل أن تبوح ، لهذا يأتي نصها بطعم السكون محملا بمتعة التأمل ..




حاورناها فباحت لنا بقليل من كثير.



1) لماذا تراوحين بين القصة والشعر ألا تعلمين أَنْ صاحب النصفين لا نص له ؟!


) إنني لم أفعل شيئا سوي أنني دافعت عَنْ حياتي إلى النهاية ،ولم تجرؤوا أنتم أَنْ تدفعوها إلى النصف) دستويفسكي .


كلمات عميقة الإيحاءات ..ذات معني حميم وغريب ومثير – كلمات مشحونة بأسئلة عميقة نعجز عَنْ الإجابة عنها ..إننا نبدع ما نحس به إلي أن يدب التعب بقلوبنا ، وأقول لك أَنْ ملكة الإبداع سواء في الشعر أو في القصة هما توأم...فكلاهما لغة الجمال وروعة البيان..فالإبداع هو كل ما تصوغه قرائحنا ومشاعرنا مَنْ جمال عذب الألفاظ ودفئ المعاني ورقة في الأسلوب بحصافة العقل وفصاحة المنطق مع عمق الفكرة وخصوبة البيان وكثرة الافتنان فنحن نحتفي بالكلمة ونتخير اللفظ


- لا أريد أَنْ أدعي الأدب بحالة خاصة أنا أكتب بحالة فطرية لكن! دعني أقول لك حين تجتاحني رغبة الكتابة ..إلى الأنعتاق فلا أستطيع أَنْ أحددها أكانت قصة أما شعر علي أي حال إن الكتابة هي التي تجبرني الرغبة بما أحس به مَنْ جمال ما يختلج قلبي المعذب فأعمل جاهدة أَنْ أغمس كلماتي بضوء النجوم


وحقيقة الأمر هي أنني لا أشعر بأنه نصفين ما أعرفه هو أنني حين أكتب أستمتع بكتابة القصيدة الجميلة بالقدر نفسه مع القصة .. إنني استمتع بأي عمل إبداعي أقوم به - لأن دافعي الأساسي دائماً هو البحث عَنْ أناقة الكلمة وجمال الصورة الإبداعية.


( 2 في قصتك هدوء ..واسترسال وانقطاع عَنْ الكلام في نفس الوقت كيف ترين القصة ؟ هل هي فنْ أم ضرورة ؟


هناك قول شائع (أَن وراء كل هدوء إنسان يحترق) وفي قصصي هناك أُناس يحترقون هناك في العمق لا يراهم أحد لكن!يمكن الإحساس بهم.


أما الانقطاع عَنْ الكلام فيقال أيضاً (الصمت أحياناً أبلغ منْ الكلام )عندما تعجز الكلمات عَنْ البوح فالصمت يكون أبلغ ..القصة أو السرد هو موجود في كل زمان ومكان عَنْ التجربة الذاتية أو عَنْ قصص سمعناها مَنْ آخرين أو حدثت مع أشخاص نعرفهم لكن ! السرد المشوق والنسج الحسن الجميل للقصة التي تشعرك بالجمال المنتقاة بذكاء والحبكة هو الفنْ - وأيضاً أؤمن أَنِ كل الأعمال في كل مجالات الحياة تحتاج إلى فن إلي إبداع حتى وإنْ حكمت عليها الضرورة


(3في الجبل الأخضر حزمة مَنْ المبدعين..مجموعة قلما تواجدت في فضاء واحد ..ولكن! أين الفعل لماذا ليس لكم صوت مسموع ؟


ـ لا أعرف ماذا تقصد بصوت مسموع ..؟ أو لعلك تقصد المسؤسسات الثقافية أو المراكز الثقافية التي تنشط المشهد الثقافي في المدينة مَنْ خلال الأمسيات والندوات ،ومعارض للكتاب ومعارض تشكيلية علي مستوي محلي ودولي ..فنحن نحلم بثقافة مزدهرة في مجتمع مثقف وفعال وأشير إلي دور الجامعة ، وأيضاً المسؤولون عَنْ الثقافة في بلادنا نحتاج منهم إلي دعم وتشجيع وتفعيل دور الثقافة أكثر في المجتمع.. الحقيقة لست متشائمة - قد قام بيت شحات الثقافي بعدة أمسيات وأيضاً منتدي الأماسي البيضاء يقوم بمجهوادت طيبة لكنها لست بمستوي طموحنا وأحلامنا كلها مجهوات فردية - والان وجود الأنترنت التي سهل علينا النشر والانتشار أيضاً -وإبداعتنا موجودة وبقوة علي صفحات الشبكة العنكبوتية بجدارة


4) ما الجديد لدي نورا إبراهيم ؟


مع كل يوم يوجد جديد وسأقول لك كما تقول غادة السمان عَنْدما سئلت عن الجديد قالت (إلي حيث يأخذني قلمي ) أعمل علي ديواني الثاني نصفي ميت وهناك أمسية ستقام في لسيتر بريطانيا في شهر إبريل القادم بإذن الله هذا في المجال الإدبي .. أما في المجال العملي فأنا الآن أعمل علي إنشاء جمعية أهلية لحماية ودعم المرأة المبدعة


5)في مسابقات اشتركتِ قبل اليوم؟


دعني أفضي إليكم قد بدأت في النشر في 89 .م .ف في صحفية قاريونس ،ولم تكن هناك أي مسابقات في الجبل الأخضر ولا نشاطات أدبية في ذاك الوقت علي دراية بها لكن! اشتركت في مسابقة يتيمة ؛وقد أبلغني بها الأستاذ عبدالعزيز ونيس وعبدالموالي الكاسح في القصة القصيرة علي مستوي الشعبيات المتقاربة بالجبل الأخضر عام 2006م .ف وقد فزتُ بالترتيب الأول وتحصلت علي جائزة قيمة فالتكريم سيدي في الوطن يظل تكريم حميم وعائلي ودافئ بغض النظر عَنْ قيمة الجائزة المادية لكن المعني العميق لها كبير جدا لا يوصف


6)لمّنْ تقرئين مِنْ الليبيين والعرب والعالمين ؟


لا أبالغ إذا قلتُ أنني أقراء للكل وليس إغداقا في المدح - أنني أتعامل مع نص وليس مع كاتبه يشدني النص المكتمل هندامه أقف عنده وأحس أو أشعر أّنْ قلبي يعج بروعة الكلمات والصور الإبداعية الجميلة ..فالجمال ليس حكرا علي أديب أو مبدع معين


7) رواية أعجبتك ولماذا ؟


! لا أدري ماذا أفعل بالغرام فأنا كثيرا ما أقع في غرام في الأعمال الإبداعية والتي أحس بجمالها وروعتها ولنْ لا بأس سأذكرها بعضها إيريندير البرئية لجابرييل جارسيا ماركيز و لا أحد يكاتب الكولونيل لجابرييل غارسيا ماركيز أيضاً وخريجات قاريونيس لعائشة الأصفر واللي قتل الكلب لعائشة الأصفر والقط الأسود لإدغار ألن بون واللأخوة كرامازوف فيدوردستويفسكي وكوخ العم توم لهرييت سياو وهناك الكثير الكثير من الروايات التي تعجبني لا يتسع المجال لذكرها .



8) كيف ترين القصة الليبية ولماذا غيابها عَنْ الساحة العربية ؟


أسمح لي أَنْ أقول لك القصة الليبية ليست غائبة فهي موجودة بجدارة وكفاءة فأنا أري القصة في ليبيا قد أصبحت أكثر حضوراً وتأثيراً علي الساحة العربية والعالمية أيضاً فها هي القاصة رزان المغربي قد شاركت في مهرجان القصة بمصر والقاص أحمد يوسف وفوزي الحداد قد كرموا مَنْ مؤسسة نجلاء محرم في مصر والقاص جمعة الفاخري قد شارك في ملتقي القصة في الرقة وحلب بسوريا عدة مرات ؛ وهناك دعوة من المغرب للقاصتين سالمين خليفة وأمغلية العقوري والقاصان محمد المسلاتي وجمعة الفاخري - بل قد تجاوزت القصة الليبية شهرتها الوطن العربي بل وصلت إلي العالمية فالقاصان أحمد يوسف وسالم العبار قد كرموا في جامعة تولوز بفرنسا وقد ترجم أنتاجهما القصصي إلي الفرنسية .


صحيفة قورينا الملاحق الثقافي الأربعاء 23 من شهر ربيع الآخر 1378 و.ر الموافق 17 أبريل ، الطير 2010 م.ف العدد (7)




ا







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق