ـ لا شك في أن الشاعرة حليمة أشريِّف قد
بلغت علوًّا أدبيًّا أو بالأحرى شعريًّا
يضاهي بلاغة القول وقوَّة الشخصيَّة،
وأيضاً رقة المشاعر لتضاهي الشعراء الرجال ،
فكانت المرأة المبدعة من نسائنا الشواعر
المميَّزات اللاتي فرضنا مكانتهن في المجتمع ، فتركن أثراً طيباً من التراث العامِّي
أو الشعبيِّ الرائع. وقد ساعدتها بيئتها الأسرية في ذلك ؛ فوالدها الشاعر المعروف
" أشريِّف " ، وأخوها أيضاً كان شاعراً ، بالإضافة إلي موهبتها الفريدة
، فاشتهرت وتألقت في الشعر الوطني خاصةً ، فقامت بالرد على بعض من شعراء الرجال في
الستينات.
حيث بداية ظهورها في عام 1960 أفرنجي ،
وكانت عن طريق الإذاعة المسموعة آنذاك ، فردت على الكثير من الشعراء ، ففاقت عليهم
، وقد توفيت عام 2004 أفرنجي .
تميَّزت قصائدها العاطفية بإنشادها بلسان
رجل ، وقد أبدعت وتألقت ، وكانت مميَّزة فريدة.
- أغلبية شعرها أو قصائدها كانت وطنية ، وقد
أنشدت الشعر في كل المناسبات ، واشتهرت أيضاًَ بالشعر الديني أو الحكمة ،
قد صدر لها ديوان عام 1997 أفرنجي بعنوان (
عطشان وردي ) .
معظم شعرها يقترب من النظم ، وأمثلة أشعارها
عن الوطن نختار منها قصيدة الصمود في سنة 1992 إفرنجي
احنا شعب صامد لا
خضع لا سلم
بْقوَّة المولى
عندنا إيمان
احنا نرفضوا
الجبروت والإرهاب
ما نبُّوا خراب
بيوت
وهي موش فوضى حوت ياكل حوت
وهو وين مجلس
الأمن ولا يمان
وأيضاً ….
لا قلوبنا يصدن
انظاف النيَّة
ولا قدامنا تاوي
على الرجعيَّة
وفي الحكمة ….
- رغبنا في الدنيا
اللِّي مفنيَّه
ونسينا ما قايل
الله ونبيَّه ،
تذكَّر كلام
المولى
للِّي عز من قايل
صادق قوله ،
يا سعد من فيها
صدق مفعولا
دنيا على ساس
الغرر مبنية ،
وامر على طاعة
الله ورسوله
حسناتك يزيدن
وسيَّاتك بسيَّات
الجانب العاطفي:
فاشتهرت الشاعرة حليمة أشريف بردها على
الكثير من الشعراء بلسان رجل كما أسلفنا ، ونختار مثال على ذلك:
ردَّها على الشاعر مفتاح الفاخري " ،
حيث قال:
عطيني سلف عينك
ونبكي بيها
عندي عين جفّ
الدمع من ماقيها
فكان ردُّها:
عيني جفَّت ديما سايلة لا قوننت لا كفت ،
ولا عمر قدام
الغوالي رفَّت
تشارف تشيِّع فوق
وتواطيها
وأيضاً في الجانب العاطفي :
هايم وسارح في
جمال عيونك
وناسي اللِّي
يكفاك واللِّي دونك ،
اعيون عوادي ،.
اعيونمطوحاتني
بين جاي وغادي ،
وهن منيتي وهن
حدود مرادي
ذرَّيت لكن مومغابل عوني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق