بنت الوطن - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

الأربعاء، 7 أبريل 2010

بنت الوطن



هي السيدة الفاضلة المرحومة خديجة الجهمي مِنْ مواليد بنغازي سنة 1921م.ف  ،وتوفيت في طرابلس سنة 1996م.ف .
المرحومة خديجة الجهمي هي ابنه الشاعر المعروف ( محمد عبدالله الجهمي ) فقد نشأت في العهد الإيطالي الغاشم علي ليبيا ثم عهد الإدارة والاستقلال، وواكبت الحضارة ورأت الشعب حر وأبياً بعد قيام ثورة الفاتح .
تلك المرأة العصامية الفريدة في عصرها التي كسرت قيود العادات والتقاليد ، فخرجت لتكافح في معترك الحياة ، وفي زمن صعب كان كل شيء فيه عيباً.
فقد تحمَّلت الكثير من أجل أداء رسالتها الإعلاميــــة، والتعليمية ، تحمَّلت المسؤولية فقامت بها وأدتها على أحسن وجه ؛ فضربت مثلاً رائعاً للمرأة اللِّيبية القوية الإرادة والشخصية  ؛ ففرضت علي الجميع احترامها، وتقديرها فكانت الأم الحنون للجميع ، يتسع قلبها لكل المحيطين بها تغمرهم بحبها ،وحنانها ، فتسدي لهم النصح، والتوجيــه، والإرشاد بلهجتها الشعبية ،وأسلوبها الرائع، وطريقتهــا العفوية ،والمقنعة ،ونحن هنا نتناول جانب من نتاجــها شعرها الشعبي فقط لأنه موضوع دراستنا.
فمن شعرها:
خطَّمت يا شبه الغزال عليَّا
حاييتن والروح رجعت فيا
حييت آمالي   يا طيف عاش سنين جوَّا خيالى
تمنِّيت لو نلقاك صورة حيَّة
دنيتي ضحكت لي
وليَّام وين بقيت ليا زهت لى
عايشةحياتى عيشتي حليت لى
والسعد جاء عندي وبين يديَّا
خطمت يا شبه الغزال عليا
حاييتنى والروح رجعت فيَّا
وهذه قصيده التي أقنعت بها الآباء آنذاك ،ودعتهم العلم ،  طلب وإلي إرسال بناتهم إلي المدارس ،وقد تجاوب معها الناس .
خوذ النصيحة ع العلوم اداعه
علم بناتك ما تماخى ساعة[1]
بنيتك عـــــــلمها
وم العلم والأخلاق ما تحرمها
وريها الحقيقة ودائما فهمها
وأطلعها علي كيد الدهر واخداعه
ومـــا تنهـــــــرها
الفرق بينها وبين الوليد يقهرها
طبطب عليها ،وأجبر بخاطرها
تبقي لك مطيعة ولكلمتك سماعة
كلـــمتك تسمعــــها
وبالعلم زودها ،وما تمنعها
وهذي نصيحة ناجحة تبعها
تسقمّ بعدها وللخطر مناعة .
وهذه أبيات جميلة ،وقد نظمتها في بداية  نظمها للشعر وكانت صغيرة  فقالت :-
محل الشرف والعز نّـا نبيها
هي المدرسة يا خالقي داعيها
فيها تروق أفكاري علي
(خوجتى2) نقرأ جميع أفكاري
ابجاه النبي ،والبيت ،والبخاري
تحفظ جميع اللي تعلم فيها
فأعجب والدها كثيرا بتلك الكلمات ،وحاول أن يعلمها كل شيء فأحضر لها شيخا أزهريا ساعدها علي القراءة والكتابة ومبادئ النحو وحفظ القرآن الكريم .
وهذه قصيدة بعثتها بها إلي والدها عندما تأخر عنهم قليلا عائدا من مصر  فلم تطق تأخره فأرسلت  له هذه الأبيات فقال:-
شور والدي ما هوش كيف العادة
لا يريد حوشة ..لا يريد أولاده
ما هوش كيف الماضي اللي
مدللني وساد غراضي
زعم ياعرب حرجان وإلا راضي
اللي خاطري عنده طريح وساده 
ما هوش كيف الأول شوره
غلايا من فؤاد حّول 
صحيح علي الإقامة في الأمصار يعّول ناسي خديجة الغالية الوداده



وكان رد والدها كالتالي :-

جوابك ،وشعرك راه أثر فيّ
غيالي عليكم كل يوم بميه
ما ننــــــساكم ..
غيابي عمل نبي نحوز رضاكم
ونرجــــــــــــع ..
..
ويرجع كيف قبل هناكم
علي الله ياستي ،وعيني حيه
نجيــكم غـــادي ..
ونمسح دموعك يا حشيش فؤادي
وفي كل لحظة باسمكم نا انادي
ونجيك يا اشرف بنات الفيه
ربتك 3 مشهورة
وعقلك وفكرك  دوم شايع نوره
وحق الكتاب اللي نزل بالسورة
من فرقتك جارن أمراض علي ّ

فإلي جانب كتابة الشعر ، وتأليف الأغاني قامت السيدة خديجة ؛ أو بنت الوطن بتقديم العديد من البرامج الاجتماعية، والتربوية الناجحة كما أسهمت في إرساء ،ودعائم المجلات الخاصة بالطفل، والمرأة ، وأثرت الحياة الأدبية في بلادنا ،ومازال عطاؤها مستمراً ،وبصماتها واضحة في كثير من المجالات لها منا كل الحب .. كل الوفاء.



[1]تماخي : تتأخر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق