* مدينتي البيضاء - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

السبت، 18 أغسطس 2012

* مدينتي البيضاء




أتلحَّفُ صوتَكَ  معزوفةً موسيقيةً
 تكسرُ عُزلَتِي وغُربَتِي الخرافيةَ
فأنعشُ ذاكرتِي
 كَمْ يشبهُكَ هذَا الجبلُ الأشمُ
بكلِّ تفاصيلِ ذكرياتِهِ وانكساراتِهِ فينَا .
فهَلْ قرأْنَا سويَّاً كلَّ اللافتاتِ المعلَّقَةِ
فِي واجهاتِ المدينةِ ؟
ومررْنَا علَى الأرصفةِ ذاتِهَا
دونَ أَنْ نلتقيَ ؟!
وهَلْ هيَ ذاتُهَا الشوارِعُ
التِي شهدَتْ جراحاتِنَا ؟
لا يزالُ الشوقُ الدفينُ
يعبُرُ إلينَا عبرَ  مواسمِ المطرِ
فأصغِ لِي
لقَدْ توسَّدْتُ الحلمَ أعواماً مِنَ القلقِ
فِي
 مخيِّلَتِي ألفُ آهٍ  وألفُ رغبةٍ
اكتبْنِي كمَا تشتهِي
فمَا عادَتْ تعنينِي الكلماتُ بدونِكَ
 ولا صخبُ هذَا الكونِ
فدَعْ كلماتِكَ تتحدْ بخيالِي
كلُّ الوجوهِ حفظتُهَا عَنْ ظهرِ قلبٍ
وبقيتَ وحدَكَ فِي قلبِي
سرّاً  يحيِّرُ نبضِي
  سرّاً أخبِّئُهُ فِي قلبِي
أخبِّئُهُ فِي كلِّ الوجوهِ العابرةِ ..
ومصادفَةً برقَتْ  عينَاكَ
فِي صباحٍ يشبِهُ وجهَ مدينتِي البيضاءَ
وكلماتُكَ التِي تشبِهُ دفءَ الشمسِ
عانقَتْ المدينةَ والقبيلةَ
التِي عرفتُهَا معَكَ .
فأمطِرْ فِي دواخلِي
تسرَّبْ فِي شرايينِي
وسِرْ بخطواتِكَ الوَجِلاتِ
فِيَّ ومنِّي ومعيَ !
تمدَّدْ انكمشْ انفجرْ
أشرِعْ كلَّ نوافذِي 
فحينَ تكونُ معِيَ
تنغمسُ البهجةُ فيَّ
أكثرَ مِنْ أيِّ وقتٍ مضَى
وكُنْ لقلبيَ الرعشةَ الأخيرةَ
 التِي  لا تستكينُ  ولا تهدأُ !!

*****

هناك 4 تعليقات:

  1. غير معرف3/24/2015

    رائع وأكثر

    ردحذف
  2. أحسنت .. متألقة مبدعة .. قصيدة سوسة لأستاذي أحمد مصطفى أبوقعيقيص. http://abaalhasan-read.blogspot.com/2015/04/blog-post_14.html#.VVu892IgGSM

    ردحذف
  3. غير معرف6/11/2015

    جميلة جدا

    ردحذف
  4. غير معرف10/13/2018

    أحسنت شاعرتنا

    ردحذف