الفرار - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

السبت، 21 يوليو 2012

الفرار


لم يتورَّع عنَ التعبيرِ عمَّا يخالجُهُ .. التقطَ نفساً عميقاً ثم همسَ : " تبتسمينَ ساخرةً مني ..؟!"

أعرف ما تفكرين به ...! فارقُ العمرِ لا أهميَّةَ له عندي
احتقن وجهها .. تسرَّبت ذبذبات كما الخدرُ المفاجئُ في بدنِهَا .. فلم يكنْ مجاملاً ولامنافقاً ..
هذا الشابُّ صادقٌ في كل مشاعرِهِ نحوَها فداهَمَهَا شعورٌ بالخوفِ ..!
- هل يمكن أن تحبَّ امرأةٌ إلى هذا الحدِّ رجلاً يصغرُهَا بسنواتٍ ..!؟
تنهَّدت بعمقٍ فانقلبت ملامحُهَا إلى غضبٍ ورجاءٍ فقالت وهى ترتجف : " إننا ناضجان ؛ لذلك يجب أن نواجه الحقيقة ..
ـ أنت واهم في مشاعرِكَ نحوي ..
ـ صخب المكان بالصمت ثم قال: ليس من الضروري أن احب فتاة تصغرني ...لأنة لا يوجد قانون يحكم عواطفنا .. وما هي الجريمة في أن أحبَّ من تكبرني سناً..
ـ قاطعتة قائلةً: تحبُّني كصديقة أو كأخت كبيرة .. صرخ بكل قوَّتِهِ معترضاً .. بل أحبك حبَّ الرجلِ للمرأة ِ.. لماذا تنكرين هذا الحبَّ ...؟
استعانت بآخر أسلحتها فقالت: أرجوك أن تحترم رغبتي .. ابتعد .. ابتعد ..
وتدفَّقت الدموع من مآقيها ..
من فرط الغضب حدسها بنظرة فاحصة .. مسح حبيبات العرق وطلائع سائل تصبَّبَ من أنفه ، وفي رمشة عين اختفى ..
تسمَّرت في مكانها .. فقلبها يريده ، وعقلها يرغب الفرار منه .. في الوقت نفسه كانت تتمنى أن يعاود الإلحاح عليها..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق