نثار الليل - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

السبت، 17 أبريل 2010

نثار الليل



-        يقول الكاتب والأديب الكبير عباس العقاد رحمة الله عليه قال : ( لا خلاف أبداً علي بقاء الأزجال والمواويل والأغاني الشائعة لأن أحداً من العقلاء لا يبلغ به الحمق أن يتصور أن أمة كانت أو تكون بغير لهجة عامية تعيش جنباً إلى جنب مع اللغة الفصحى لأن تاريخ اللغات يدل على حقيقة لم تتغير في عهد  من العهود  ولا قوم من الأقوام ،فليبق الأدب الشعبي للشعب كله وليتسع كما تتسع كل لغة لبلاغة الفصحى وطرائف اللهجات الدراجة) .

-        سئل الأصمعي  فقالوا له من أشعر الناس ؟
فقال من يأتي إلي المعني الخسيس فيجعله بلفظه كبيرا ، ويأتي إلي المعني الكبير فيجعله بلفظه خسيسا .
والشاعر الذي يكتب باللغة العامية فيلامس المشاعر والوجدان لدي المتلقي هو الشاعر المبدع
-        ولعل  وراء إبداع الشاعر محمد علي الدنُقلي قوة بلاغته في التعبير الشعبي وسلاسته ، وثرائه اللغوي بالمفردات التي تذيب الحس للقاري أو المستمع  لبساطة الكلمات والعمق والدلالات  لصدقها وحرارتها  .
 ففي ديوانه نثار الليل الذي أهداني إياه   في 2005 م .ف في ندوة المرأة في  المأثور / مصراتة  ، وقد كتب  عليه هذه الأبيات 
( كيف يهدا الشعر للشعر
هاك أبياتي وباركية )
-        ومن ذاك الحين  ولجت إلي عوالم الدهشة عند الدنقلي بأحاسيسه ونظاراته بحلاوتها ومرارتها   ورؤيته وتفاعله مع تجربته ليبدع شيئا استثنائيا  هو الشعر المحكي في ليبيا .
ففي مفتتح الديوان ص (5) حضن إهداء  الديوان  إلي أنبل عاطفة وهي الأم قال:-
ليكِ إنتِ ....يا أمي

وقد مهد الديوان ص (7)  تمهيد بكلمات  يقول فيها عن الشعر :-
اللي ما اهْزماشِ الشعْر ..
مازال روحهْ ما اخلِقتْ..
والّلي  ما اقْسِماشْ الحُبْ ..
ما قال كلمةْ واصدقت .
والّلي ...ما عشق ..مسكين ..
يموت خير ..لا شاف .. لا سمع
تليه مقدمة رائعة للشاعر مفتاح العماري  قال :-
 إزاء (نثار الليل ) تكتشف الشعر في يسر وهو يُحلق بعيداً في سماء المخيّلة ،ذلك لأن الشاعر هنا يتكئ علي تجربته الخاصة التي تمنح خامها من فضائها الماثل والمعاش ،هذا هو السر في روعة مجموعة (نثار الليل) .

ديوان نثار الليل من منشورات مجلس تنمية الإبداع الثقافي الجماهيرية  عدد الصفحات مائة وأربعة وتسعون صفحة   وحوالي خمسة وثلاثون قصيدة بالعناوين التالية ( ابتهال – ذكري – الطير – مجنونها – طرابلس – أنا عاشقك – سهر الوطن – ليا زمان – وداع – رجيتك – النظر – نثار الليل – حلو الرفق – متغرب – أنت الوحيدة – رفقة – كان بودي – لحظات – رحلة سفر – عيون – لو كان عندي - ...........الخ )
أختار لكم قصيدة  الطير ..(ص 27)
الطير ..
مهما طار غير يواطي ..
والموج...
يتعانق علي الرمال الشواطي .
وأنتِ وأنا ..
زعمهْ سفرنا وين ؟
وحُبنا ..
لامتى يظل دفين ؟.
والحُب نور ونار ..والنار ماتتوارى .
والطير مهما طار ...لازم يجي لأوكاره.
ومهما تعلى يواطي ..الطير.
ضيْ القمْر ..
شاهد علي قصتنا ..
ورمل البحْر..
حافظ أثْر خطوتنا ..
ليشنظلموا في قلوبنا ..

ونجحدوا في صوبنا ..
ونقول ما مِْلنا ..
ونقول ما غْوينا ..
والحُب نور  اونار ..والنار ما تتوارى
والطير مهما طار ..لازم يجي لأوكاره
ومهما تعلى يواطي ..الطير .
حتى السماء ..
مبتسمةْ لملقانا..
وهَبْ الهواء ..
يرقص بفرح معانا .
ليشنكتموا في فرحنا ..
ونجرحوا في جرحنا ..
وما عاد نمشيلك
ولا إنتِتجيني ..
ولا قدرت أنا ننسى ..
ولا تنسيني ...
والحُب نور اونار ..والنار ما تتوارى .
والطير مهما طار .. لازم يجي لأوكاره ..
ومهما تعلى يواطي ..الطير .

وأيضاً أختار لكم مقتطف من قصيدة ليّا زمان .. ص ( 76)
ليّا زمان ما حنّيت ..
لِود كيفْ ودادكم ..
ليّا زمان ما تمّنيتْ ..
ميعاد كيفْ ميعادكْم..
وليّا زمان بعيدْ .. عالشوقوالتنهيدْ
لكن الخاطر رادكْم ..ليّا زمان ..
وأيضاً مقتطف من قصيدة كان بودّي ..  (ص149)
كان بودّي ..قبل تعدّي ..
اتخلّيلي ..تذكار وريدة ..
وتقوليلي ..حان رحيلي ..
-        قبل اتشيلي – يا الوديدة ..
-        إنتِ عارفْة الأقسام ..
-        من طبعها تخدعنا .
-        .وعارفة الأيام ..
-        مرات  ما تجمعنا ..
-        وعارفة ..
-        لو مرة جيتي ..وحكيتي ..
-        إيش ردّي ..كان بودّي ..
الإيقاع الشعري في قصائده تجلجل بجدارة  إيقاعات المحكي ،  والتي تجعل قصائده ؛ تستعير من الحكاية بنيتها وتتخذ السرد وسيلة للبوح.

محمد علي الدنقليشاعر متفرد يحتاج لقراءات متعددة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق