الشعر ابن أبوين الطبيعة والتاريخ .
(أحمد شوقي )
-
ولعله أبو الشعر والتاريخ في ليبيا المرحوم الدكتور خليفة التليسي من
أبرز الأدباء الذين ذاع صيتهم علي مستوي
ليبيا والوطن العربي وخارجهما ، وقد ترجم نتاجه الأدبي إلي عدة لغات .
-
وقد يعترض البعض فيقول عني لم آتي بجديد .. ولكن! سأقول لهم نعم ..سيكون ما أكتبه هو بعض العزاء
لتخمد في نفسي شعلة الحماس الذي أحس به في أعماقي للاحتفاء بمبدعينا الكبار ونفيهم
حقهم حتى ، ولو بعد الممات فهم قدوتنا النادرة في عصرنا المجنون ،
ويقول أحمد شوقي أيضاً بأن الذكري هي عمر ثاني للإنسان في بيت
شعر رائع :-
فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكري للإنسان عمر ثاني
والأديب الكبير خليفة التليسي
قد رفع ذاكرتنا بإنتاجه الأدبي المشرق والوثاب ، ولكن ! لم تكن إبداعاته أدبية فقط ، ولكنه كان ناقد حصيف و
ثاقب البصيرة ، ومؤرخاً متعمقاً في التاريخ
في كل مناحي الأدب والتاريخ والترجمة
.
وحين وقعت عيناي علي ديوان( هكذا يغني طاغور) في أحدى المكتبات سنه
1994م.ف سألت هذا السؤال في سري ماذا يعني
طاغور؟ لم تكن لدي الإجابة حينذاك وعندما اطلعت عليه وجدت الإجابة عليه فأجبرني بترجمته الرائعة أن أقرأه حتى النهاية
دون توقف وجعلني أبحث عن نصوصه ونتاجه الأدبي وأترقب ما يحمل إبداعه من
جمال وحروف مضيئة التليسي مدرسة غنية
بالحكمة والتجربة والإنتاج الهائل والعطاء السخي
المميز تقول غادة السمان :- ( الأديب هو إنسان لديه ما يقوله )
فإن كل أدب هو تعبير عن الحضارة التي تهبها الحياة والدليل عليها هو
المرحوم الدكتور خليفة التليسي أديب فذ ونادر وفصاحة فريدة ، يحتاج إلي المزيد من التنقيب والعديد من
القراءات المتعددة ، وإلي الدراسات المستفيضة لاكتشاف كنوزه الأديبة وعطاءه السامي
، فبرغم من نتاجه الأدبي والمترجم والتاريخي المميز والهائل إلا أن الروح
الوطنية تتدفق في أشعاره ففي قصيده ليبيا يقول :-
أعطيتها مِنْ حياتي خَيْرَ مَاَ فيها
ولا أمُنُّ عطائي مِنْ أَياديَها
جاَدتْ علينا فجُدنْا مِنْ َشَمائلهَا
الشَحَّ يفقرها والجُودُ يُغنِيها
أعطيتها بعَْضَ مَا أعْطتْ ومَا أخذت
إلاَّ استزدْتُ رَصيداً مِنْ غَوَاليها
فالفَضْلُ أوَّلهُ مِنها وآخُِرُهُ
إلي الأولى َ رفعوُا ذِكري بناديَها
-
هذا نموذج بسيط من أشعاره الجميلة والتي تكتنز الكثير مِنْ المعاني
السامية والراقية والإنسانية
والوجدانية لغة فيها قوة ودهشة
تداعب شغاف القلب هو بحق طفرة في عالم الإبداع
-
وقد استطاع أَنْ يؤكد
مكانته الأديبة الراقية واحتل مكانه رفيعة بين الأدباء العرب والعالميين .
وأحب أن أذكر قارئي بأنني
أدون انطباعاتي الشخصية عن أديب عملاق
وأمل أن أكون قد أحرزت شيئا مِنْ التوفيق في الكتابة عَنْ قامة أديبة عبقرية رحم الله عميد الأدب الليبي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق