ـ هي من الشواعر الليبيَّات المجيدات ، عاشت
فترة كفاح الشعب لليبيي أثناء الغزو الإيطالي وما لاقاه من مظالم ، نشأت في بيئة
يجيد أغلبها الفروسية ويتقنون الشعر ، لهذا فقد امتلكت مريم الحجلا موهبة الشعر
بالفطرة منذ طفولتها.
واشتهرت بأنها جميلة القوام ، بيضاء البشرة
، ولهذا لقبها أفراد عائلتها بــ( الحجلا) ، ويعني هذا اللقب الفرس البيضاء الساق.
،وهذه التسمية اشتهرت بها.
أما حياتها فقد كانت مليئة بالتضحيات كغيرها
من النساء اللِّيبيات خلال الغزو الإيطالي جراء الاعتقال ،والتشريد، والنفي؛
فالشاعرة شهدت الموت والدمار الذي زرعه
الغزاة في ليبيا فصورت ذلك تقول:
طــافي كلامي وريشتي مبلولة
مـا عـندي شي كـلام
نقـوله
ووشــناتيزَّاون تْقول سحولة
لاوين مشيتنا مْعَ متصرِّف
وقولها:
ودونـه ما موَّت
من حي
، مـا نحساب
الـوطن يهون
ودور ودور يقابلني
، لا ذل ولا عد
الموت ولا منقضهم عاجبني.
علينا هـود كي
العقاب سلم بـو عيشة مـا ناب
اللِّي في دواره
يـربي
وسـلَّم ما جابت
حني
، نشلنا م الغـرّ
وم الـعار
وكان لها شعر له التأثير والدور الخطير في
نفوس الناس في المعتقل ، فقد كان لصدى رفض المختار لمبدأ المساومة على التسليم شيء
في نفس شاعرتين ولها أشهر حواريَّة بين الشاعرتين فاطمة الثقيبة ومريم الحجلا.
فقالت فاطمة الثقيبة:
راك خسارة فـي العدمان ؛ قـالوا لـه ياشايب
سـلم
توجع بو سالف ريَّان،. قـال لهـم راه
تقولـوا ها
وايش عليّا في العدمان،. كمَّلته عمري
وفخاري
فقد نقلت حدث إعدام شيخ الشهداء عمر المختار
وهي التي رأته يوماً يمر بقبيلة مريم الحجلا على صهوة جواده قوياً وصامداً ، رأته
مكبلاً أحاط به الجنود الأيطاليون ، ويقوده المجندون الأحباش،فكانت هذه الحوارية
بين الشاعرتين:
فـيد وصيف تقول محمِّم ، جيب مكمِّم يـا
راعينا يـا المجـمَّم.
امسـك وجـا فـيد الكفـار ،
اللِّي قبـل يتاقـي ع العـار
فيد وصيف تقول محمَّم،. جيب مكمِّم
وردَّت عليها الشاعرة فاطمة التقيبة:
ملعـون فـريطيعة بـيَّه يقهـر
فـيَّا جابـه عـبد ويــدني
به
حــل تكاريــر البدعيَّة
حـل المسـت مـع شخــشيره
وبعد انتهاء الحرب ، وبعد أن استقرَّ الحال
بمريم الحجلا فقدت بصرها فكان يقودها أحفادها إلى مجلس في دارها الذي كان مزار عدد
من الرجال والشعراء ذلك الوقت ، منهم الشاعر إدريس بو فلاح والشاعر سالم البنكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق