قراءة في رواية الراحل محمَّد فركاش الحدَّاد
( على الإنسان أن يفعل شيئًا ما قبل أن يموت ) ألبيركامو
- الحبُّ عند مايكل انجلو ( ليس اغتباطًا وراحة بل هو انفعال وعذاب ).
-المحبَّة : شجرة تغرس في
الفؤاد ..وتسقي من ماء الوداد ..أصلها ثابت في السر ..وفرعها في سماءالهمَّة
..تؤتي أكلها من الشجن كل حين بإذن ربها . البكري
(الحب
: كنز ثمين .. لايودعه الله إلا القلوب الكبيرة الحسَّاسة ..) جبران خليل جبران
تلك العجائب
الإنسانية هي الكلمة والحرف) مي زيادة .
ومن عجائبنا ـ ومن بواعث الحزن.. إننا عرفنا الكاتب (المرحوم المهندس محمد فركاش) كأديب بعد رحليه عنا إلى دار الحق. - قد حضرت ـ للأسف ـ حفلتأبينه في قاعة الحرية بالجبل الأخضر بتاريخ 31.6.2009 أفرنجي - جميل جدًّا أننحتفي بمبدعينا ، وأن نفيهم حقهم من التكريم حتى رحيلهم ، وعندما أطلعت عله إبداعه (رواية هكذا تحترق الشموع ، ورواية
(
خريف لا ربيع له ) ورواية ( الأفول إلى أعلى ) وعدة روايات أخرى لم أتحصَّل
عليها ) شعرت أن الرَّاثين لم يعطوه حقه من الكلماتالتي تليق بمبدع متواضع
عزيز النفس ، محب لوطنه وأهله وإبداعه ومثله ، وإنني أحاولبإمكاناتي الأدبية
المتواضعة أن أتذوق أدبه ، ووده الذي لا ينضب ،النابع من أعماقه، ولا ينتهي بغزارته
..هذا الوهج من خلال كتاب (هكذا تحترق الشموع ) هذه الشموعالسرمدية .. هذا
القبس من حلمه هذا .. العطاء السخي العابق بأزاهير النخوة والشهامةالعربية
الأصيلة والوطنيةالمحببة.
الحدَّاد روائي جبلي منأريكة الروائيين الجدليين ، حلقنا معه في آفاق بعيدة وفي كل الفضاءات المحظورةوالمسموحة - لغته راقية ومتطوِّرة .. لها جلال وإغراء تتجلى في جمال الكلمات والصور، أختار لكم هذه الصورة الجميلة ص(8) (اختلط صوت الوداع الصاخب بالاستقبال الحالم ..) وهنا أيضًا صورة من أسلوب قرآني الجميل ص(84) (لاحظ الراعي الشاب أن صاحبه لايتكلم فتوجس منه خيفة ..) وأختار لكم ص(92) كان ( الحيوان ينظر إليه نظرات ناعسة ..) وقد كتبت الرواية بلغة السهل الممتنع. إننا أمام روائي مملوءٍ حتىالثمالة بهواجس حبِّ الوطن والعدالة.. لأنه يعيد صياغة تفاصيل المكان والزمانبحميمة الواقع وفرادة لا تليق لسواه. تدور أحداث روايته في نواحيالجبل الدائمة الاخضرار والصحراء والواحة.. ومعظم الشخصيات من الفقراء باستثناء بعضالشخصيات الحاكمة - كما أن ملامح الإنسان المقهور المظلوم من قبل الحكام الظلمةتظهر واضحةً في الراوية .. فهو يحاكى الواقع بحنكة مذهلة ، وتقترب الشخصيات أيضًامن أن تكون قريبةً إلى أذهاننا في مواضع كثيرة فيها التواضع والتسامح والحكمة .. معأن حقيقة الإنسان والكون وهذه النظرة الفلسفية المحنكة في ثنايا الرواية فالإحداثفي هذه الراوية من صميم الحياة .. موسومة بواقعيتها وبنماذجها الكثيرة داخل المجتمع .. شخص يؤمن بالعدالة والحب والتضحية خارج المكان فالشخصيات تنبؤك بصدقها وعدمتكلفها ، فالروائي الواقعي الذي يعرف أن الإنسان ابن البيئة. .. والشخصيات معالزمان والمكان ) الذي يعتمد عليه الرواية .. ليصل لتكتشف بكل سهولة أن الروائيالمرحوم محمَّد الحدَّاد اعتمد على طريقة ما يسمَّى ملامسة مكامن الوجع الآسن الذييصف كل ما يراه وكل ما يحس به . وهذا الموروث الذي ورثه فهوالقائل ( قبيلتي ثقافتي ) وقد صوَّرها تصويرًا مدهشًا دونما مواربة .. فكتابته تعطيالقارئانطباعًا بروح الوطنية الفياضة والعروبة والنخوة والشهامة التي ملكت نفسهوقلبه .. وقدرته الفريدة على العطاء بما يثير الدهشة ، فتميَّز بحرية التعبير دونقيد ودون إيغال في الرمزية المعقدة - يحتاج منا إلى قراءة متعمقة فهو روائي يثيرالدهشة ، فقد كان شمعة تحترق لكي تنير للآخرين الطريق والزمن ، رحم الله فقيد الجبل الأشم. |
نورا ابراهيم.. يسعدنا أن يكون اتحاد المدونين الليبين كرابط في مفضلتك
ردحذفإحترامي
شكرا عزيزتي غيداء ويشرفني أن أكون معكم وتكونوا معي
ردحذفلكِ كل التحية والتقدير