منذ
خمسةٍ وعشرين عاماً وهي تجلسُ ـ يوميَّاً ـ في محطة الحافلات .. لم تكن تكترث بشيءٍ
مما حولها ، ولا تبالي بغير انتظاره .. لعلَّه يعود إليها ..!؟
يدها
في ( التنتيل ) وفكرها في بحر التأملات ..
أحياناً
تبتسم ابتسامةً مُغتصَبَةً مضطرِبَةً والهيام في عينيها .. لكنه ابتسامٌ ممزوجٌ
بوجومٍ عميقٍ ..
ظلَّت
تؤمنُ بأن العشقَ سلطانٌ جائرٌ يصدرُ أحكاماً قاسيةً على القلوبِ الملتاعةِ بنار
الهوى .. هذا العشق الآسر أخذ مجامع قلبها وروحها .. فأصبح وجهها حزيناً كالليل تماماً
؛ فقد تجرَّعت كؤوس المرارة فاحتملت ما لا يحتمله بشرٌ .. لم يبقَ في قلبها جرحٌ
تدمله الأيام .. إلا أنها تحتفظ بصورته .. نقشتها على صفحات قلبها لكي لا تنساها أبداً
.. وتارة تراها .. تجول بعينيها بنظرات تدلُّ على القلق ؛ لعله يباغتها بقدومه
الفجائيِّ ؛ فقد كانت واثقة من حبه لها .. فقد خرج بها من طور الغرام إلى طور
العبادة .. كانت صادقة في كل ما تحسُّ به تجاهه .. بإنه لم يحب امرأةً سواها من
قبل ؛ ولا حتى من بعد .. لكنَّه بختها العاثر .. بختهما معاً ...!!؟
جميلة ولكن ما زالت تحتمل المزيد من التفاصيل
ردحذف