الزمان والمكان فى الشعر الليبى المعاصر - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

السبت، 15 أكتوبر 2016

الزمان والمكان فى الشعر الليبى المعاصر


عنوان الكتاب : الزمان والمكان في الشعر الليبي المعاصر
-
إصدارات مجلس الثقافةالعام.
-
التنفيذ : دار قباء الحديثة – القاهرة
-
الكاتب سليمان حسن زيدان
-
  يقع الكتاب في مائة وتسعٍ وتسعين صفحة.
بجهد ناصع بالأيمان بالكلمة، وبالإبداع مهَّدالكاتب المبدع ( سليمان حسن زيدان) لأفكاره النابعة عن اتزان وهدوء الكلمة الرصينة،في نفس الوقت تتَّسم بالبساطة الرائقة في كتابه المعنون بـ ( الزمان والمكان فيالشعر الليبي المعاصر) فقدم لنا فكراً أدبياً متفرداً أرى أنه مثار لجدل والنقاشبين الشعراء والمثقفين والدارسين والمهتمين ومن هذا المنطلق تبرز لنا أهميةالكتاب.. فلا شك في أن ثمة أهمية كبيرة لهذا الفضاء المتنوِّع من الأزمان الذي يمتدبين فضاء الزمان والمكان وزمن الأسطورة كما يراها الكاتب، وهذا التميُّز في التحليلالأكاديمي في عرض الكتاب إضافة إلية نكهة جميلة وبأسلوب منمق الرائع للأديب المبدع (زيدان)، لعلة عمل أدبي رفيع المستوى يحتاج منا كمثقفين إلي عمق النظرة والتأمل فيالمضمون.
ولأن لابد من إلقاء الضوء علي تقسيمات الكتاب ينقسم إلى بابين : البابالأول به فصلان :- الفصل الأول.. الزمن التاريخي ويشمل الزمن الماضي – الزمنالحاضر- الزمن المستقبل – زمن الأسطورة.
الفصل الثاني.. وهو عبارة عن زمنالتخيُّل :الزمن بين الحفظ والتوليد - زمن القراءة.
الباب الثاني:- المكان فيالشعر الليبي المعاصر ويحتوي على فصلين:
الفصل الأوَّل : الانتماء المكانيالواقعي.
ويتحدث فيه عن المكان الليبي – المكان العربي – المكان العقائديالإسلامي.
الفصل الثاني:- الانتماء التخيلي :-
المكان اللامحدود – فضاءالمعاناة – فضاء الأزمنة – الفضاء المرئي ثم الموضوع المكان المحدود.
وينتهيالكتاب بخاتمة، تشمل المصادر والمراجع والفهرس.

الخلاصة :-
يتناولالكتاب في مجمله أشكالاً للزمان والمكان، ويقول الكاتب سليمان زيدان :( قد شكَّلالزمان والمكان للإبداع الشعري في ليبيا في العصر الحديث تشكيلات فريدة، بحكم مااتسمت به البيئة من أصالة وانتماء دفع الشعراء الليبيين إلى استقراء أحداث الماضي،والاستنجاد بها في كشف واقع الأحداث الآن، وفي هذا الإطار جاءت كما قال دراسةالزمان والمكان في الشعر الليبي المعاصر) واستشهاد لبعض الشعراء محاولاً التركيزعلي شواهد تأثير الزمن ( زمن الماضي )علي شعر الشعراء الواقعين كالشاعر الكبير عليالفزاني في قصيدته (تشكيل ) التي حلَّل فيها شخصية الطاغية نيرون الذي أحرق روماتحليلاً نفسياً من طفولته حتى تاريخ فعلته كما حلَّلها الكتاب، وكما يتضح لنا منذالوهلة الأولى :
عندما كان نيرون طفلاً في المهد...
...........)
إلى ( عندما صار نيرون صبيّا..
....
)
ثم إلى ( صار العالم يحترق)
فهذهالقصيدة أبرز لنا الكاتب الأثر التاريخي على مشاعر الشاعر الكبير علي الفزاني وربطهبتأثر الزمن الماضي على الحاضر، لهذا قد حلَّل الكاتب تحليلاً نفسيًّا أن الأمرالذي جعل الشاعر يرى أن هذا التصرف بمثابة حرق العالم، وأن تأثيره لا يزال باقياًإلي اليوم ؛ وربما كإشارة إلى أن أفعال نيرون قد استهوت ( نيرونيين ) آخرين، فاتخذهقدوة واعتبروه مثلاً فكانوا سبب القتل والدمار والقتل والظلم السائد في العالم،وكأن العالم يحترق.
وهذا التحليل العميق يعكس الصورة النفسية القبيحةلنيرون.
فالخصائص الزمنية والمكانية والأسطورية غزيرة فريدة، فالشاعر دائماًصاحب الألفاظ ـ كما يقولون ـ وحلم كل شاعر أن يبدع في المفردات والصور الشعريةليوصل لنا أحساساً رهيفاً له القدرة على البوح وبتعابير منتقاة بذكاء ليفجر في أذنالمتلقي أو القارئ الأعاجيب والإدهاش بما يملكه الشاعر من مهارة تعبيرية، وكلماتمنقحة ومصقولة مهذبة مرتبة بأسلوب رشيق ملئ بالدهشة والحلم، ويؤكِّد الكاتب سليمانحسن زيدان في خاتمة دراسته الشيَّقة : أن للشاعر الليبي دوراً كبيراً في الذود عنالتراب الوطن وإبراز أنماط حياة المجتمع الليبي من خلال العادات والتقاليد، وهذا ماولَّد أهمية قصوى لعاملي الزمان والمكان في ذات الشاعر وهما أساسان كما يراهاالكتاب في كل حركات الإنسان ووجوده.
أؤكِّد على أن الكاتب قدَّم لنا جهداًصادقاً خصباً رائعاً في الأسلوب لأشكال الزمان والمكان والأسطورة للشعر الليبي وفتحلنا فضاءات أخرى للحوار والنقاش الجاد والمثمر

هناك تعليق واحد: