القصَّة في غنَّاوة العلم: - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

الأحد، 21 مارس 2010

القصَّة في غنَّاوة العلم:


ـ تعرَّض شعر العلم إلى القصص العاطفيَّة منها فكان صادق التعبير عمَّا يكتنف عواطف المحبين ؛ كما تعرَّض إلى الكثير من الجوانب الأخرى في حياة أفراد هذا الشعب العريق في تاريخه .. ساهم بكل ثقله في وصف الحياة الاجتماعية .. والسياسية .. وخاصة أثناء الجهاد ضد المحتل الإيطالي الغاشم .. حيث كان جميع أفراد الشعب كباراً وصغاراً .. رجالاً ونساءَ وشيوخاً .. يتحرقون شوقاَ للخلاص من الظلم الجاثم على صدورهم .. وقد أورد الأستاذ الباحث " عياد العوامي " في كتابه أغاني العلم " هذه الحكاية : يحكى أن أحد الجنود الإيطاليين أحب أن يتقرب لإحدى نساء اللِّيبيات وكعادتهم يقولون لكل من تصادفهم " سعيدة مع مبروكة " فردت عليه المرأة برد تتمثل فيه الكراهية الشديدة لوجوده :
سعيدة مْوراتك         من يوم جيت مارينا هنا ..
أي أنها ستكون سعيدة باختفائه عن ناظريها فمنذ اليوم الذي جاء لم ترَ هناءً. 


-      وقد أورد عمر أبو فروة في دراسة له مجموعة طيَّبة من القصص التي عبر عنها شعر العلم أجمل تعبير ، وكانت كلمات الأغنية التي التي تنقل شفهياً على شكل رسائل مؤدَّية لمضمونها أحسن أداء..
منها أن فتى أحب فتاة وكان فقيراً لا يملك من المال ما يدفعه مهراً لفتاته ، فاضطر للسفر إلى بلاد بعيدة لعله يتمكَّن من الحصول على عمل يجمع منه مهر حبيبته وتحقق له ما أراد ولكنه عندما عاد وجد أن حبيبته قد خطبت لآخر ، وأن موعد زواجها قريب فبعث إليها مع رسول هذا البيت :

عزيز ما عليه ملام             اللِّى عجول موكيفىبطى
( أي أن الحبيب ليس عليه لوم .. ذلك المستعجل على الزواج ) عجول وليس مثل المحب البطئ.
علمت الفتاة أن حبيبها قد عاد ، وكان ذلك الذي خطبها قد كذب عليها إذ أشاع أن حبيبها قد مات فخطبت لرجل آخر .. وعندما علمت الفتاة بأنَّ حبيبها قد عاد خاطبت الفتاة حبيبها قائلة:

ساهل عليه عزيز    تطويحه الخالي لاورا ..

أي من السهل عليها بعد أن عرفت الحقيقة إنهم كذبوا عليها بوفاته أن تترك خطيبها، وأن تعود إليه ..
يحكى أيضاً أن فتى ودع حبيته قبل السفر للتجارة ..وكان يحس بشعور عميق بالخوف علي حبيبته  وفي ذهنه الكثير من الأسئلة ..ماذا ستفعل أثناء غيابة ؟ هل ستنتظره ؟ هل ستحافظ علي حبه  وواجه حبيبته بما يحيره ويخفيه..
تطلعت إليه معاتبة، وقالت:-

غلاك لا تخاف عليه         ستين تامجهبارمات به 
وأيضاً :
غلاك لا تخاف عليه          مصيون بين عيني وهدبها.

وهناك الكثير والكثير من القصص التي يرويها لنا شعر العلم بأبياته الجميلة .. المختصرة ،والمركزة أي مكثفة المعنى ، وتحمل بين طياتها الكثير من الرسائل ،والمعاني.

هناك تعليق واحد: