المرأة وغناوي العلم - أصابع المطر

أصابع المطر

مدونة الأديبة الليبية : نورا إبراهيم

الأحد، 21 مارس 2010

المرأة وغناوي العلم



تشير (  نجوى بن شتوان ) في مقالتها ( غناوة العلم ،وعلاقتها بالمرأة ) المنشورة في مجلة المجال العدد الثالث " إن ِقصَر وكثافة غناوة العلم الصادرة عن المرأة .. نسبة إلي الحرية الممنوحة لها .. لا تقارن بنسبة الحرية المتاحة للرجل .. المالك، والمعطي ،والمتصرف بقوة العرف .. ،ولأن المجتمع القبلي في ليبيا له أحكام خاصة في التحوط على المرأة باعتبارها رمزاَ شرفياَ مهماَ ؛ تفسر هذه التحفظات مجيء أغنية العلم بهذا الشكل القصير المكثف لأنها قصيدة .. تحكمها الحرية ؛ فهي ساحة محدودة  ،ومخصصة لجمع الحطب أو لجلب الماء؛ أو حلب الشياه .. أو غيرها .. فهي الفرصة الوحيدة ،أو الفريدة التي تتمكن فيها المرأة فرصة اللقاء بمن تحب ،وتتبادل الحديث معه .. التي يشجبها المجتمع .. ولا يعترضها ..
،وأنا أختلف معها في هذا الرأي ، فأرى أن الملحمة الطويلة من ملاحم النضال الإنساني المتسم بالشجاعة كانت من اختصاص الرجل دون المرأة ؛ لأنها بطولاته ؛ أمَّا ما يخص المرأة من شؤون كالغزل ،والطحن، وجلب الماء ،وجمع الحطب، وإيقاد النار وصنع الطعام ؛ علاوةً علي قيامها بواجباتها كأم .. فلزحمة واجباتها، وأعمالها لجأت إلى عملية التكثيف الزماني، والمكاني ؛ فتشكَّلت الصور الشعرية الزاخرة بعاطفتها التي ميَّزها الله بها فكانت مكثفة ؛ومقتصرة ، وهي عبارة عن رسائل برقيه تحمل في طياتها الكثير من الرسائل ،والمعاني ،والمشاعر الرقيقة ،والمركزة ، مليئة بالصور الشعرية غاية في الجودة ،والشفافية ،والحساسية   ،ولهذا ولد أدب المرأة الشعبي .. فقد تبين لنا غزاره ما تبدعه نظراً إلي طبيعة المرأة الغزيرة بالعواطف ؛ فالشعر؛ أو غناوة العلم هي الوسيلة التي تسكب فيها مشاعرها ، وتعبر فيها عن فرحها وترحها ، وشكواها ،وحنينها، وأيضاً الحب والوصف والحكمة. 
،وبما أن الإنسان ابن البيئة التي نشأ فيها وترعرع وبذلك سهل فهمها عند أهلها .. وتناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل .. ،وربما كانت هذه هي سبب محلِّيتها ،وعدم انتشارها خارج الوطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق